عشبة الماكا، التي تُعرف علميًا بأسم الليبيديم ميينيا، وتجاريًا باسم الجينسنغ البيروفي، هي واحدة من الأعشاب الغنية بالعديد من الفوائد الصحية، والتي تُساهم في تحسين أداء أعضاء الجسم.
في الفترة الأخيرة، بدأ انتشار تلك الثمرة في الأسواق ومنتجات التغذية المكملة المتنوعة. ومن خلال هذا المقال، سنتعرف على فوائد واستخدامات عشبة الماكا.
دعونا نبدأ بفهم ما هي الماكا وأين تنمو، وما هي تاريخها؟
ما هي عشبة الماكا؟
الماكا أو نبتة الماكا هي نبات صليبي يزرع في جبال الأنديز في وسط بيرو في أمريكا الجنوبية. يعود تاريخ زراعته في هذه المنطقة تقريبًا لمدة 3000 عام.
وتنتمي الماكا إلى نفس العائلة التي ينتمي إليها الفجل، ويمتاز بجذر يشبه اللفت بشكل كبير. ويتميز جذر عشبة الماكا بتنوع الألوان، حيث يمكن أن يكون أحمرًا أو أسودًا أو ورديًا أو أصفرًا.
يتم زراعة الماكا في ظروف قاسية، حيث تتراوح درجات حرارة فترة النمو من -2 إلى 13 درجة مئوية. هذا النبات يمتاز بتحمله للصقيع والرياح القوية والشمس المشرقة.
جبال الإنديز موطن عشبة الماكا
تفتخر المطبخ البيروفي بإضافة الماكا إلى عدة وصفات مختلفة، حيث يُمكن تناولها مطهوة أو محمصة، وكذلك تُحضر كحساء، وتُستخدم لصنع مشروب مخمر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن طحن جذر الماكا واضافته في صورة مسحوق إلى الوجبات والعصائر.
في المجال الزراعي، يتم ترك أوراق الماكا في الحقل كطعام للماشية أو كسماد طبيعي للتربة، وتمت توثيق وجود العديد من العناصر الغذائية الهامة لصحة الجذر، مثل الأحماض الدهنية والأحماض الأمينية والبروتينات.
تتميز جذور عشبة الماكا المجففة بارتفاع قيمتها الغذائية، إذ تحتوي على نسبة 60٪ من الكربوهيدرات، و10٪ من البروتين، و 8.5٪ من الألياف، و 2.2٪ من الدهون.
وبفضل المزايا المتعددة التي توجد في عشبة الماكا، فإن تناولها يضمن العديد من الفوائد المباشرة للجسم، بما في ذلك زيادة في القدرة والرغبة الجنسية لدى كل من الرجال والنساء.
سنركز في الفقرة التالية بشكل مفصل على تلك الفوائد.
فوائد عشبة الماكا
ووفقًا للأساطير التاريخية لحضارة الأنكا في بيرو القديمة، كان يستخدم المحاربون هذه الثقافة لزيادة قوتهم قبل المعارك، إلى جانب تأثيرها القوي على تعزيز الرغبة الجنسية لدى الرجال والنساء.
عشبة الماكا
بهذه الطريقة، كانت عشبة الماكا من الأعشاب الأكثر فائدة للإنسان على مر العصور، وفيما يلي سوف نتعرف على تلك الفوائد بأيضًا قليل من التفاصيل.
زيادة الرغبة الجنسية
توجه العديد من الدراسات العلمية الحديثة والتاريخية القديمة حول شعب الإنكا إلى أن جذر نبتة الماكا يسهم في تعزيز الشهوة الجنسية لدى الذكور والإناث على حد سواء، وتعتبر هذه هي الفائدة الأكثر شهرة لها.
تشير الأبحاث إلى أن جذر الماكا يعزز الرغبة الجنسية لدى الرجال، بالإضافة إلى دوره في تحسين الوظائف الجنسية للنساء بعد انقطاع الطمث.
نظراً للفوائد المميزة المذكورة، أطلق الإسبان على هذا النبات اسم الجينسينج البيروفي عندما وصلوا إلى بيرو، حيث يشترك في تأثيراته الإيجابية على دعم الصحة الجنسية مع الجينسينج المعروف في أوروبا.
الحد من ضعف الانتصاب
تلعب الماكا دورًا هامًا في زيادة الرغبة الجنسية وتحسين الأداء الجنسي للرجال، وذلك بفضل مقدرتها على علاج مشاكل ضعف الانتصاب أثناء العلاقة الجنسية.
عند تناول جذر الماكا بالجرعات المحددة، يشعر الرجال بـ “الرفاهية الجنسية”. تحتوي الماكا على حمض الأرجنين الذي يلعب دورًا حاسمًا في دعم خصوبة الرجال ونشاطهم.
زيادة الخصوبة
اعتباراً من الاستخدامات الأكثر شهرة لجذر عشبة الماكا، يُعَزِّز استخدامها الخصوبة لكلا الجنسين، وبشكلٍ خاص للرجال.
بفضل تأثيره على سائل الحيوان المنوي للرجال، يعمل جذر الماكا على تحسين جودته وزيادة خصوبته والتغلب على مشاكل العقم. وبذلك، يعد الماكا عاملاً حاسمًا في تعزيز الأداء الجنسي بشكل عام.
زيادة الطاقة والقدرة على التحمل
يعتمد الكثيرون من الرياضيين ولاعبي كمال الأجسام على استخدام جذر عشبة الماكا كمكمل غذائي لزيادة مستوى الطاقة وتحسين الأداء الرياضي والبدني.
أظهرت الدراسات قدرة جذر الماكا على تحسين أداء بعض الرياضيين بشكل ملحوظ، وذلك بفضل العناصر الغذائية المساعدة في تعزيز وظائف أجهزة الجسم المختلفة.
تحسين المزاج ودعم الشعور الإيجابي
بفضل تواجد مركبات الفلافونويد في عشبة الماكا، تسهم العشبة في تحسين المزاج وتقليل مشاعر القلق والتخلص من الاكتئاب، وخاصةً لدى النساء.
يمكن أن يعتمد جذر الماكا للمساعدة في تحقيق شعور بصفاء الذهن وتعزيز المزاج الإيجابي بشكل عام.
تعمل المركبات الفلافونويدية على تعزيز تدفق الدم وتنشيط الحركة الدموية لتحفيز الجسم وتغيير المزاج العام.
خفض ضغط الدم
يمكن أن يسهم استخدام جذر عشبة الماكا في تحسين ضغط الدم، حيث يؤدي استهلاك بضعة غرامات من الماكا على مدى عدة أسابيع إلى تقليل ضغط الدم بشكل عام، وخاصة عند النساء.
تعمل الفلافونويدات على منع حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية وتقليل خطر تصلب الشرايين، وبالتالي تحمي من حدوث جلطات الدم والسكتات الدماغية.
تقليل أضرار أشعة الشمس
يوجد العديد من الفوائد للماكا سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تحمي الجلد من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، كما أن استخدام مستخلصات أوراق الماكا يساعد في منع تكوين خلايا الحروق الناجمة عن الشمس.
وذلك بسبب وجود البروتينات الضرورية لتغذية البشرة بطريقة طبيعية وفعالة، مما يجعلها أكثر قدرة على مقاومة العوامل الخارجية.
محاربة الجذور الحرة
تؤدي استهلاك عشبة الماكا إلى زيادة العوامل المضادة للأكسدة الطبيعية في الجسم، مثل الجلوتاثيون والأكسيد الفائق، وتساهم هذه العوامل في مكافحة الجذور الحرة.
تؤدي الجذور الحرة إلى التلف في خلايا الجسم وتسبب الجفاف والبثور في البشرة الخارجية، وتكون هذه الجذور نتيجة رئيسية لبعض العادات غير الصحية.
تقليل أعراض سن اليأس
وصول المرأة إلى فترة انقطاع الطمث قبل سن اليأس يتسبب في تعطل توازن مستويات هرمون الأستروجين؛ مما يؤدي إلى ظهور مجموعة متنوعة من الأعراض.
ومع ذلك ، قد يكون تناول خلاصات عشبة الماكا مفيدًا في تعديل مستويات هرمون الأستروجين ، وهذا يؤدي إلى تقليل أعراض سن اليأس. بالتالي ، يمكن للنساء أن يشعروا بأعراض طفيفة أثناء فترة الطمث.
تحسين التعلم والذاكرة
تبين العديد من البحوث أن عشبة الماكا لديها القدرة على تحسين أداء الذاكرة وزيادة القدرة على التعلم بشكل أسرع. أثبتت الدراسات العديدة أن جذور الماكا تعزز الذاكرة وتحتوي على فوائد لعملية التعلم.
كما يمكن أن يسهم في معالجة مرض الزهايمر ومشاكل الذاكرة الأخرى.
كيفية الاستخدام
لكي نستفيد من الايجابيات والفوائد المسبقة عند اتخاذ عشبة الماكا، من الضروري اتباع الجرعات الموصي بها لتجنب أي آثار جانبية سلبية قد تؤثر على الصحة أو تسبب اضطرابًا في أعضاء الجسم.
وعادة ما يتم تحديد الكمية المناسبة من جذور الماكا بناءً على العديد من العوامل مثل العمر ومستوى الصحة العام وغيرها من المؤشرات والعوامل الأخرى.
بالتالي، يُعتبر استشارة الصيدلاني أو الطبيب المعالج أو المختص أمرًا مهمًا لمعرفة الكميات المقبولة والجرعات اليومية المناسبة لهذه النبتة الطبيعية المميزة، ومن الضروري الالتزام بتلك الجرعة بوضوح.
تتراوح الجرعة المعتادة للماكا بشكل عام بين 1500 و 3000 مجم، سواء عن طريق تناول جذر النبات أو استخدام خلاصته. من الضروري تناول الماكا يومياً مع الطعام.
يمكن أيضًا أن نعرف الجرعات الموصى بها عند تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الماكا، حيث تتم تسجيل تلك الجرعات على العبوة أو في النشرة المرفقة.
الآثار الجانبية
بالرغم من استخدام جذور عشبة الماكا التاريخي لقرون، إلا أنه لا توجد أي تأثيرات جانبية خطيرة تم الإبلاغ عنها عند تناولها عن طريق الفم، وعلاوة على ذلك، لم تكتشف الدراسات السريرية أي أضرار قد تستدعي تحذير المستخدمين.
عند تناول عشبة الماكا بكميات تصل إلى 3 غرامات يومياً، فإن ذلك يعتبر آمناً لفترة تصل إلى 4 أشهر متتالية.
مسحوق جذور الماكا
تحذيرات
بشكل عام، لا توجد إرشادات تحذر من استخدام عشبة الماكا بكميات مقبولة، ولكن يوصى بأن الأشخاص الذين يعانون من الحالات التالية يستشرون الطبيب قبل استخدام الماكا:
- النساء الحوامل واللائي يرعون الأطفال الرضع، أو النساء اللواتي ينوين الإنجاب في المستقبل.
- الأشخاص الذين يعانون من تحسس الهرمونات، مثل مصابات سرطان الثدي أو الرحم أو المبيض أو أمراض أخرى.
- الذين يعانون من مشاكل في الغدة الدرقية
ويُرجع ذلك إلى تأثير الماكا الفعّال على الهرمونات، وعليه، يجب تجنب تناول الماكا إذا كنت مصابًا بأي مرض أو إذا كنت تخضع لعلاجات تعديل مستويات الهرمونات.
الماكا في المكملات الغذائية
يتوفر في السوق العديد من المكملات الغذائية التي تحتوي على مستخلصات عشبة الماكا الطبيعية، ويمكن الاعتماد على هذه المكملات لتعزيز القدرات الجنسية، مثل حبوب مالتي ماكا التي تنتجها شركة فوريفر ليفينج الأمريكية.
يمكنك الحصول عليها عن طريق موقع فوريفر سوق .